الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد عـرض على لجنة الأمور العامة في اجتماعهـا المنعقـد ، ونصه:
لو سافرت عائلة إلى بلاد أجنبية وغالباً ما تذهب إلى الأسواق والمنتزهات، وهذه الأماكن لا يوجد بها مساجد، وكذلك لا يعودون إلى السكن إلا بعد دخول صلاتين. فهل يجوز الجمع؟ وهل الجمع يكون قصراً أم يصلون صلاة تامة مع الجمع علماً بأنهم مقيمون مدة تزيد على عشرة أيام.
وقد أجابت اللجنة بالتالي:
للقصر والجمع في الصلاة للمسافر شروط لابد من توافرها، وهي:
1ـ نية السفر، وهي قصد موضع معين خارج مدينته.
2ـ طول المسافة، وقد اختلف الفقهاء في مسافة السفر التي تثبت بها الرخص المتعلقة بالسفر، مثل القصر والجمع في الصلاة، فذهب الجمهور إلى أنها تقدر بـ(80) كيلو متراً تقريباً.
3ـ مغادرة البلد فعلاً، فلا يعد المسافر مسافراً سفراً تثبت له فيه الرخص الشرعية بمجرد نية السفر، ولكن بعد مغادرته لحدود مدينته.
4ـ عدم نية الإقامة في بلد معين خمسة عشر يوماً فأكثر عند الحنفية، وأربعة أيام سوى يومي الدخول والخروج عند جمهور الفقهاء. والمراد بنية السفر مغادرة مكان الاستيطان إلى مكان لا يقل بعده عن مسافة القصر.
5ـ عدم العودة إلى وطنه، فإذا عاد إلى وطنه انقطع سفره فور وصوله إلى بلده، فإذا وصل المسافر إلى بلد معين، ونوى الإقامة فيها المدة المشار إليها انقطع سفره، ومنع الاستفادة من الرخص المناطة بالسفر بمجرد نية الإقامة هذه، ومن الرخص المناطة بالسفر عند الجمهور قصر الصلاة الرباعية والجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وكذا بين المغرب والعشاء، أما الحنفية فقالوا: لا جمع في السفر جمع تقديم أو تأخير، وأما بالنسبة لمواقيت الصلاة فإنهم يتبعون المكان الذي يكونون فيه، والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.